ما الفرق بين المجهر العادي والإلكتروني؟
kjalabi@hotmail.com
يسمع الناس كثيرا بالفيروس، وتحت أسماء شتى، ولا يفقهون منها شيئاً، منها العاطب مثل فيروس البوليو (شلل الأطفال) والحصبة، ومنها القاتل مثل الإيبولا والإيدز، ومنها بين بين، مثل فيروس الوادي المتصدّع (هكذا تُرجم)، ولعلي أفلح في تعريبه على نحو أفضل، فهي كلمة عربية، ولكنها مثل طلاسم الجان.
ولكن ما الفيروس تحديداً هل هو جرثوم أم إنس أم جان؟
في الواقع الفيروس ليس واحداً من الثلاثة، إنما هو كائن عجيب احتار في وصفه العلماء، وتحدى الأطباء على ضعفه، وضرب بأشد من غيلان الجان، وهو لا يرى إلا مكبرا تحت مجهر خاص، هو المجهر الإلكتروني، وهذا بدوره يحتاج إلى شرح؟
فما الفرق بين المجهر العادي والإلكتروني؟
والجواب أولا في قوة التكبير؛ فتكبير المجهر العادي يصل إلى بضعة آلاف، أما المجهر الإلكتروني؛ فهو يكبر عشرات الآلاف من المرات، وهكذا يمكن رؤية فيروس الإيدز، مثلاً مثل حبة الكرز، مكبرة خمساً وستين ألف مرة، تخرج على سطحها أشواك بكرات.
وحينما حدد مرض الإيدز AIDS الذي هو اختصار لأربع كلمات (مرض نقص المناعة الكسبي) كان نوعا خاصا من الفيروسات.
أما كيف يكبِّر كل من المجهر العادي والإلكتروني فهذا سر آخر؛ فقد عرف أن الضوء العادي له طول موجة معينة، بمعنى أننا حتى نرى شيئاً ما، فيجب أن يكون طوله فوق طول موجة الضوء، مثل راكب الزورق الذي يعلو موجة أكبر منه، فإذا أصبحت الموجة أصغر من الزورق، لم يشعر بها مَن كان على ظهر الزورق، ويعتبر أن الموج هادئ، والبحر رائق، وهو ليس كذلك للكائنات الأصغر منه.
ويظهر هذا واضحا لمن صوّر البحر من علو..
وإذا نقلنا هذا الكلام إلى عالم المجاهر، قلنا: إن الفيروس هو ذلك الكائن الدقيق للغاية، والذي يبلغ من الصغر أن يضيع في لجة الضوء العادي، فكان لا بد من تسليط موجة أصغر من موجة الضوء العادي حتى يرى؟
وقد يسأل القارئ: وهل هناك ما هو أصغر من ذلك؟
والجواب أنه لا يعزب عن ربك من مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين.
إن حركة الإلكترون هي من مستوى بناء الذرة، وله طول موجة متناهية في الصغر، فإذا استطعنا تسخيرها، أمكن لنا أن نرى أشياء تصل في الدقة إلى قطر هذا الطيف الإلكتروني، ولقد نجح العلم في ذلك؛ فاستطاع إماطة اللثام عن عالم صغير سحري سارب بالليل، ومستخف بالنهار.
وهكذا رأينا عالم الفيروسات، وكنا من قبل نتصورها فقط، وظهر فيروس الإيدز، الذي كتبت عنه أنا شخصياً، كتاباً كاملاً بأربعمائة صفحة، بعنوان (الإيدز طاعون العصر) على شكل كتلة مكورة فيها دبابيس على السطح. ويحاول العلماء عبثاً العثور على مضادة قاتلة لهذا الفيروس، أو مفرمل لنشاطه، أو لقاح واقٍ منه.
وعندما انفجر في ثمانينيات القرن العشرين، قالت عنه وزيرة الصحة الأمريكية يومها، إنهم متفائلون بإيجاد لقاح له في أربع سنوات، والذي حصل أنه حصد أرواح الملايين ومازال، وهناك مناطق في إفريقيا أعلنت مناطق موبوءة.
وفيروس حمّى الوادي المتصدّع، قد صدّع رؤوس الناس، هو أيضاً فيروس من هذه العائلات الممرضة الغريبة.
وعندما انفجر فيروس الإيبولا نشرت عنه أنا بحثاً في مجلة "العربي" الكويتية، ذكرت فيه أن الإنسان الذي
kjalabi@hotmail.com
يسمع الناس كثيرا بالفيروس، وتحت أسماء شتى، ولا يفقهون منها شيئاً، منها العاطب مثل فيروس البوليو (شلل الأطفال) والحصبة، ومنها القاتل مثل الإيبولا والإيدز، ومنها بين بين، مثل فيروس الوادي المتصدّع (هكذا تُرجم)، ولعلي أفلح في تعريبه على نحو أفضل، فهي كلمة عربية، ولكنها مثل طلاسم الجان.
ولكن ما الفيروس تحديداً هل هو جرثوم أم إنس أم جان؟
في الواقع الفيروس ليس واحداً من الثلاثة، إنما هو كائن عجيب احتار في وصفه العلماء، وتحدى الأطباء على ضعفه، وضرب بأشد من غيلان الجان، وهو لا يرى إلا مكبرا تحت مجهر خاص، هو المجهر الإلكتروني، وهذا بدوره يحتاج إلى شرح؟
فما الفرق بين المجهر العادي والإلكتروني؟
والجواب أولا في قوة التكبير؛ فتكبير المجهر العادي يصل إلى بضعة آلاف، أما المجهر الإلكتروني؛ فهو يكبر عشرات الآلاف من المرات، وهكذا يمكن رؤية فيروس الإيدز، مثلاً مثل حبة الكرز، مكبرة خمساً وستين ألف مرة، تخرج على سطحها أشواك بكرات.
وحينما حدد مرض الإيدز AIDS الذي هو اختصار لأربع كلمات (مرض نقص المناعة الكسبي) كان نوعا خاصا من الفيروسات.
أما كيف يكبِّر كل من المجهر العادي والإلكتروني فهذا سر آخر؛ فقد عرف أن الضوء العادي له طول موجة معينة، بمعنى أننا حتى نرى شيئاً ما، فيجب أن يكون طوله فوق طول موجة الضوء، مثل راكب الزورق الذي يعلو موجة أكبر منه، فإذا أصبحت الموجة أصغر من الزورق، لم يشعر بها مَن كان على ظهر الزورق، ويعتبر أن الموج هادئ، والبحر رائق، وهو ليس كذلك للكائنات الأصغر منه.
ويظهر هذا واضحا لمن صوّر البحر من علو..
وإذا نقلنا هذا الكلام إلى عالم المجاهر، قلنا: إن الفيروس هو ذلك الكائن الدقيق للغاية، والذي يبلغ من الصغر أن يضيع في لجة الضوء العادي، فكان لا بد من تسليط موجة أصغر من موجة الضوء العادي حتى يرى؟
وقد يسأل القارئ: وهل هناك ما هو أصغر من ذلك؟
والجواب أنه لا يعزب عن ربك من مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين.
إن حركة الإلكترون هي من مستوى بناء الذرة، وله طول موجة متناهية في الصغر، فإذا استطعنا تسخيرها، أمكن لنا أن نرى أشياء تصل في الدقة إلى قطر هذا الطيف الإلكتروني، ولقد نجح العلم في ذلك؛ فاستطاع إماطة اللثام عن عالم صغير سحري سارب بالليل، ومستخف بالنهار.
وهكذا رأينا عالم الفيروسات، وكنا من قبل نتصورها فقط، وظهر فيروس الإيدز، الذي كتبت عنه أنا شخصياً، كتاباً كاملاً بأربعمائة صفحة، بعنوان (الإيدز طاعون العصر) على شكل كتلة مكورة فيها دبابيس على السطح. ويحاول العلماء عبثاً العثور على مضادة قاتلة لهذا الفيروس، أو مفرمل لنشاطه، أو لقاح واقٍ منه.
وعندما انفجر في ثمانينيات القرن العشرين، قالت عنه وزيرة الصحة الأمريكية يومها، إنهم متفائلون بإيجاد لقاح له في أربع سنوات، والذي حصل أنه حصد أرواح الملايين ومازال، وهناك مناطق في إفريقيا أعلنت مناطق موبوءة.
وفيروس حمّى الوادي المتصدّع، قد صدّع رؤوس الناس، هو أيضاً فيروس من هذه العائلات الممرضة الغريبة.
وعندما انفجر فيروس الإيبولا نشرت عنه أنا بحثاً في مجلة "العربي" الكويتية، ذكرت فيه أن الإنسان الذي
الثلاثاء سبتمبر 09, 2014 8:19 am من طرف مدير المنتدى
» برنامج تغير الأصوات الى شب بنت ولد شيخ ايش ما بدك
الأحد نوفمبر 06, 2011 9:15 pm من طرف نورانور
» حق العودة للشعب الفلسطيني
الثلاثاء أغسطس 23, 2011 1:19 pm من طرف Nancy
» اثبات ان مجموع زوايا المثلث = 180
الأربعاء مارس 02, 2011 9:00 am من طرف naser_76
» الرمان
الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 3:59 pm من طرف محمد ضرغام
» الجبر
الخميس نوفمبر 25, 2010 3:03 pm من طرف محمد ضرغام
» المعادن
الأربعاء أكتوبر 06, 2010 2:40 pm من طرف محمد ضرغام
» الاعداد الصحيحة
الأحد أكتوبر 03, 2010 3:04 pm من طرف محمد ضرغام
» الاعداد الصحيحة
الأحد أكتوبر 03, 2010 3:03 pm من طرف محمد ضرغام